كانت مدينة حلب على مدى سنوات ، مدينة مشتهرة بصناعتها و تجارتها الذائعة الصيت ، و صارت أسواقها و دكاكينها العريقة وجهة للسياح من جميع أصقاع الأرض ، و كان ذلك قبل تحول الحرب هذا المشهد الجميل إلى مأساة بأتم معنى للكلمة ، إذ لم يبق من هذا المشهد إلا آثار أسواق بسبب القصف المتواصل للنظام السوري ، و ذلك حسب المعارضة السورية.
في الأماكن الواقعة تحت سيطرة النظام السوري ، و على أرصفة الطرقات ، تشد الأعين أسماء عريقة لحرفيين حلبيين قادتهم الحرب إلى التجول ببضائعهم ، بعد كانوا أصحاب محال مشهورة و ذلك في حل يمكنهم من تحصيل قوتهم اليومي عوض البكاء على الأطلال ، حسب ما قال أحد التجار.
و قال التاجر المكنى بأبو محمد ، أنه يبدأ صباحه بتنظيم الملابس التي سيقوم بعرضها في طرقات حي حلب الجديدة ، إذ يقوم بتزيينها و تنسيقها لجلب الحرفاء في حين يقوم بنصب الشمسية ، أحيانا خوفا من تبلل مصدر رزقه بالأمطار.
و يقوم أبو محمد ببيع ملابس نسائية مستوردة و محلية الصنع ، بسعر يبلغ ثلاث أضعاغ السعر قبل الحرب بسبب التضخم المالي الحاصل.
ويستذكر أبو محمد بعينين مدمعتين محله بالسوق القديمة الموروث عبر أجيال ، و كيف خسره هو و ملايين ليرات إثر إشتباكات عنيفة بين قوات النظام و المعارضة.